الخلاصة
ليس من السهل الكشف عن أحوال الشاعر الشخصية وما يمرّ به من دقائق الأمور من خلال شعره ؛ وذلك لأن الشعراء غالبًا يتجنبون ذكر همومهم الشخصية ودقائق حياتهم في شعرهم ، لكن شعر ابن الرومي جاء على غير ذلك ، إذ يعدّ شعره بحق انعكاسًا واضحًا لشخصيته وبيئته ، فتجد همومه ومتاعبه وضعف جسمه وما يشعر به من مخاوف يطفو تارة على سطح شعره ، ويستقر تارة أخرى في أعماق شعره ، يُكتشف بالتأويل والتفسير .
فكان شعر ابن الرومي تعبيرًا عن النفس أولاً ، بل لا نكون مبالغين إذا اعتبرنا ابن الرومي مجددًا في ذلك ؛ لأنه ابتعد عن دائرة الرسميات المتعارف عليها عند شعراء عصره أو في العصور السابقة لعصره .