الخلاصة
إن الجاحط علم من أعلام العرب الخالدين، وإمام من أئمة الفكر والثقافة والدين، وشيخ من شيوخ اللغة والأدب والنقد والبيان. فهو قد عاش أكثر من قرن من الزمان، وشهد حضارة العرب الزاهرة في عصر الرشيد والمأمون، وعاصر التطورات الروحية والسياسية والاجتماعية والعقلية والأدبية التي آلت إليها حياة العرب والمسلمين في ظلال العصر العباسي الأول؛ واشترك في هذه التطورات بانيا ومجدداً وعاملا في كل حقل، ومكافحا في كل ميدان؛ ونال من تقدير عصره، وتكريم دولته مالم يناله إنسان.
فقد تناول هذا الكتاب بالتحليل والدراسة عصر الجاحط وحياته وشخصيته وثقافته، وآراءه في السياسة، ومذهبه في الاعتزال، ومنهجه العلمي في البحث، وأثره في النقد، وطريقته في الأدب، ومدرسته في البلاغة العربية؛ كما أبنت عن أثره في العقل العربي وآداب العرب.