Author : شكيب أرسلان، 1869 - 1946
Abstract
يحصر البعض التقسيم الزمني بين الماضي والمستقبل، إذ يرى في الحاضر لحظة تدفّق وعبور مستمرة لا يمكن الإمساك بها، وبهذا يكون السبيل الوحيد لاستشراف المستقبل هو الإمساك بالماضي ومعرفته جيدًا، فكل مستقبل ليس له ماضٍ لا يعول عليه؛ لذا يرى الأمير شكيب أرسلان أن التاريخ يجب أن يخلَّد في الصدور قبل السطور، وأن يكتب على الحدق قبل الورق؛ لأنه شرط حفظ الأمم ومصدر تماسكها المعنوي والمادي، فلا يُتصوَّر أن توجد أمة قائمة بذاتها إلا إذا كانت حافظةً لتاريخها وواعيةً بماضيها، لأجل ذلك حرص أرسلان في هذا الكتاب على تدوين وقائع تاريخية هامة من تاريخ العرب وغزواتهم في فرنسا وإيطاليا، وسويسرا وجزائر البحر المتوسط.