Abstract
تُعد مسرحية "أعرّف نفسك" للكاتب الفرنسي بول هرفيه من الأعمال الرمزية التي تسلط الضوء على أزمة الهوية والصراع بين الفرد والمجتمع. تدور المسرحية حول شخصية تُستدعى لتقديم نفسها في موقف رسمي، ليتحوّل طلب "التعريف بالنفس" إلى محاكمة غير مباشرة تكشف التناقض بين صورة الإنسان عن ذاته والصورة التي يفرضها عليه المجتمع. من خلال لغة دقيقة وحوارات مكثفة، تطرح المسرحية أسئلة عميقة حول حقيقة الهوية، والنفاق الاجتماعي، والجمود البيروقراطي، كما تسخر من المؤسسات التي تُعامل الإنسان كرقم أو ملف، لا ككائن يحمل تجربة فردية معقّدة. يتجلى في العمل نقدٌ ذكي للمعايير الاجتماعية السطحية التي تُقيّم الأفراد بناءً على الانطباعات والأدوار الظاهرة، لا على حقيقتهم الداخلية، مما يجعل المسرحية مرآة صادقة للواقع الإنساني المعاصر.