الخلاصة
حمل العرب مشمل الفكر الإنساني ستة قرون، كانت أوربا في غضونها غارقة في ظلمة الجهل. بدأوا في أن أحيوا الفكر اليوناني، ثم عالجوه بالشرح والتعليق. حتى إذا نضجوا أخذوا في التأليف والوضع، مستأنفين السير بالعلوم من حيث أوصلها اليونان، إلى حيث تيسر لهم أن أوصلوها. واشتغلوا بمواضيع جديدة، اختبروا حقائقها، ووضعوا أصولها، واستنبطوا لها القواعد، واستخرجوا منها النواميس، وهيأوا لها المصطلحات والتعابير.
ثم أتاحوا هذا التراث الفكري، لشعب فتي كان يهم بالنهوض، هو الشعب اللاتيني. ضمن هذا الإطار يأتي كتاب "معالم الفكر العربي في العصر الوسيط"، وقد رسم له المؤلف أن يحيي بحثه هذا كلما بمجاري الفكر، وافياً بأصول المواضيع، مجملاً بأسلوب الأداء، بحيث يجد فيه القارئ المستجد صورة مجملة واضحة لنتاج العرب الفكري،