الخلاصة
إن العصر الحديث وما طرأ فيه من تغيرات بسبب تطور التقنية كان له أثر كبير في تغير كثير من
مظاهر الحياة عند الناس، حيث جعلهم يعرفون تعاملات لم يسبق لهم أن عهدوها، مما دفع بالباحثين
إلى أن يهتموا بإلقاء الضوء على مثل هذه التعاملات وإنارة الطريق لمن يريد أن يعرف ما يحق له وما
يجب عليه بخصوصها، ومن ذلك عقد النقل الجوي، الذي أصبح يشكل تحديد النقل عن طريقه جزءا
مهما من حياة الناس وتعاملاتهم، حيث لا يستغني أحد من أفراد الناس عن السفر بالطائرة وأيضا عن
شحن أمتعته فيها، بل حتى الشركات الكبرى والتجار أيضا لا يستغنون عن اللجوء إلى النقل الجوي
لنقل بضائعهم، ولذلك لجأت كثير من الدول إلى النص على قوانين تحكم هذا النشاط وتنظمه، كما
انتهى الأمر بتلك الدول إلى وضع اتفاقية دولية تعنى بتنظيم عقد النقل الجوي، وكان ذلك في الثاني
عشر من شهر أكتوبر من عام 1929م في مدينة )وارسو.(