المؤلف : الشيخ الدكتور جميل بن محمد علي حليم الاشعري الشافعي
الخلاصة
كتاب إجماع أهل التنزيل على إثبات حقيقة التأويل اختلف الناس من قضايا التوحيد و هي قضية متصلة بأمر الإيمان و هي مسألة التأويل فهي قضية أساسية جاءت بسبب المبتدعين المنتسبين إلى الإسلام و الفلاسفة و الملاحدة من غير المسلمين الذين قاموا بنشر آرائهم الفاسدة التي لم تكن موجودة في عهد الصحابة و من جاء بعدهم بزمان و ألقوها على مسامع المسلمين فقام أهل الحق الذين عرفوا ب علماء الكلام بالرد على الشبه باستحداث اصطلاحات و طرق جديدة لمقارعة المخالفين إما لكون المخالفين لا يأخذون بالقرآن كالفلاسفة و الملاحدة و إما لكونهم أهل اهواء فجاء هذا الكتاب غايته وثمرته المرتجاة نصرة دين الله ، حيث أن الناس افترقوا إلى ثلاث فرق أولها فرقة منعت التأويل مطلقا و حملت الآيات و الأحاديث المتشابهة على ظاهرها ، و الفرقة الثانية بالغت في دعوى التأويل بدعوى الحذر من التشبيه و نفت عن الله اتصاف بصفات الذات الثابتة له بالإجماع كالقدرة و العلم و ذهب الجمهور إلى إثبات صفات الله على ما يليق به من تأويل ظاهره مخالفا للآيات المحكمات دفعا للتشبيه و انقسموا إلى قسمين فريقين فريق قال التأويل بالإجمالي أما الفريق الثاني فقد أول تأويلا تفصيليا ، فبعد هذا يظهر أن موضوع التأويل على قدر عال من الأهمية فالناس اختلفوا في أمره فكان لابد من السعي لإظهار هذا الخلاف و بيان قول أهل الحق فيه