الخلاصة
هذه الأيام التى كان ينشغل فيها القراء لهذه الكتب الكثيرة التي تعرض للأدب والنقد ولفنون الحياة على اختلافها فيشغل بها الكُتاب ناقدين ومقرظين ، ويشتد الخلاف بينهم حول هذا الرأي أو ذاك فتشترك صحف كثيرة في درس موضوع واحد أثاره كاتب من الكتاب فأنكر عليه كاتب آخر بعض ما قال ، وأسرع إلى هذا الكاتب وذاك أنصارهما فاختصموا وأطالوا الإختصام ، وانتفع القراء والكتاب جميعاً بهذه الخصومات . رحم الله تلك الأيام ، فقد مضت ومضى عهدها حتى كأن أصحابها قد مضوا معها وهم مع ذلك أحياء يلقى بعضهم بعضاً بين حين وحين ، ولكنهم لا يكتبون أو لا يكادون يكتبون ، ولا يختصمون في الأدب والنقد ، وإنما يختصمون في السياسة والمنافع العاجلة .