الخلاصة
ترجع أهم حقوق الإنسان العامة إلى حقين رئيسيين المساواة والحرية. وقد ادعت الأمم الديموقراطية الحديثة أن العالم الإنساني مدين لها بتقرير هذين الحقين وما تفرع عنهما من حقوق. وتنازعت فيما بينها فضل السبق إلى ذلك فذهب الإنجليز إلى أنهم أعرق شعوب العالم في هذا المضمار وزعم الفرنسيون أن هذه الإتجاهات جميعا كانت وليدة ثورتهم. وأنكرت أمم اخرى على الإنجليز والفرنسيين هذا الفضل وادعته لنفسها.
والحق أن الإسلام هو أول من قرر المبادئ الخاصة بحقوق الإنسان في أكمل صورة وأوسع نطاق، وأن الأمم الإسلامية في عهد الرسول عليه السلام والخلفاء الراشدين من بعده كانت أسبق الأمم في السير عليها، وأن الديموقراطيات الحديثة جميعاً لا تزال متخلفة في هذا السبيل تخلفا كبيرا عن لنظام الإسلامي. وبحسبنا للدلالة على ذلك أن نعرض فيما يلى موقف الإسلام من الحقين الرئيسيين من حقوق الإنسان وهما المساواة والحرية.