الخلاصة
لْأَزْرَقيُّ الْهَرَويّ، أبوبكر زينالدين (أفضل الدين) بن إسماعيل الوراق من شعراء القرن ۵ه/۱۱م. أصله من هراة و كان والده من ورّاقي هذه المدينة (نظامي، ۸۰؛ خواندمير، ۲/۳۹۷؛ كازروني، ۳۵؛ قا: دولتشاه، ۵۸، الذي اعتبر أصله من مرو)، والذي آوی الفردوسي مدة ۶ أشهر في منزله حينما فرّ من غزنين إلی هراة علی قول نظامي العروضي (ن.ص). و رغم أن الشكوك تثار حول صحة هذه الرواية بسبب اختلاف وجهات النظر بشأن سفر الفردوسي، إلا أن انتسابها إلی والد الأزرقي تدل علی مكانة أسرته الخاصة بين أهل الفضل و الأدب.
لاتتوفر لدينا معلومات وافية عن تفاصيل حياته و دراسته، ومما لايشك فيه أن مهنة والده سهلت عليه الوصول إلی الكتب وتحريضه علی اكتساب العلم، حيث دعي فيما بعد بـ «الحكيم الأزرقي» (ظ: الرازي، ۱۳۸؛ الأوحدي، ۶۹؛ آذر، ۱۴۷؛ آفتاب راي، ۱/۵۱). و رغم عدم توفر الأفكار الصوفية في أشعاره، لكنه عدّ من مريدي الخواجه عبدالله الأنصاري (آذر، آفتاب راي، ن.صص؛ الزنوزي، ۷۹۰؛ هدايت، ۱/۳۵۲).
انبری الأزرقي منذ شبابه ــ كما أشار إلی ذلك بنفسه ــ إلی نظم القصائد و انخرط أيضاً منذ ذلك الحين في بلاط السلاجقة (ص ۵۱). و أغلب قصائده في مدح طغانشاه بن ألب أرسلان السلجوقي الذي كان أكثر ملوك السلاجقة حباً للشعر الفارسي وقد التف حوله في البلاط عدد من الشعراء الناطقين بالفارسية المشهورين (ظ: نظامي، ۶۹). كما نظم الأزرقي قصائد في مدح أبي المظفر بن أميرانشاه من سلاجقة كرمان. و نال منصب ملكالشعراء في بلاط طغانشاه، و لميكن شاعر البلاط فحسب، بل كان مستشاراً و نديماً خاصاً يحاول جاهداً لحل مشاكله (ظ: العوفي، ۱/۸۷؛ عليشير، ۳۲۵؛ الجامي، ۹۵-۹۶؛ الزنوزي، ن.ص)، ولذلك كان يحظی برعاية طغانشاه الخاصة و مما يؤيد هذه الرعاية (صفا، ۲/۴۳۳) الرسائل التي كان طغانشاه قد وجهها إليه أثناء رحلاته (ظ: الأزرقي، ۹۳).
توفي الأزرقي في هراة (آفتابراي، ۱/۵۲؛ آذر، الزنوزي، ن.صص). وهناك تضارب شديد في الآراء بشأن تاريخ وفاته. فيری تقيالدين الكاشي أنه توفي عام ۵۲۷ه/۱۱۳۳م (ظ: عبدالرسولي، «ز»)، و يری هدايت (۱/۳۵۶) وفاته في ۵۲۶ه، غير أن الباحثين المعاصرين رفضوا الرأي القائل إنه كان حياً حتی ۵۲۷ه. و اعتبر القزويني استناداً إلی رواية هروب الفردوسي إلی هراة و بعض الأدلة الأخری، تاريخ ولادة الأزرقي قبل ۴۲۱ه ووفاته قبل ۴۶۵ه/۱۰۷۳م، أي تاريخ اعتلاء ملكشاه بن ألبأرسلان العرش (ص ۲۱۸؛ أيضاً ظ: صفا، ۲/۴۳۵-۴۳۶؛ قا: فروزانفر، «انتقادات...»، ۲۰۲). و من جهة أخری اعتبر تقيزاده (ص ۱۱۶، الهامش) احتمال تزامن عيد النوروز مع أحد العيدين الإسلاميين الكبيرين، الذي أشير إليه في أحدى قصائد الأزرقي بشأن عيد الفطر عام ۴۷۳ه وعيد الأضحی عامي ۴۷۹، أو ۴۸۰ه فحسب. و علی هذا الأساس، رغم عدم تمكننا من تحديد تاريخ دقيق لوفاته، لكن باعتبار قصيدته هذه يمكننا القول إن الأزرقي كان حياً حتی ۴۷۳ه علی أدنی تقدير.