الاسهامات النظرية الرائدة في مجالي الادارة والتنطيم

Abstract

إن النظرية THEORY في البحث العلمي، وعلى تنوع واختلاف المصطلحات TERMS، والمفاهيم CONCEPTS، والتعبيرات اللغوية ذات العلاقة، والصيغ الفكرية التي اتخذتها (مدرسة SCHOOL، مدخل APPROACH ... )، ليست من الترف الفكري أو الكماليات، بقدر ما هي ضرورة من الضرورات التي يلجأ لها الباحث لإضفاء المشروعية العلمية على طروحاته وإثرائها؛ وبالتالي فإن التقليل من أهميتها كما يذهب إلى ذلك بعض غلاة الأمبريقية الساذجة من دعاة التطرف الفكري والقطيعة مع الاجتهادات النظرية التي سايرت تطور الفكر الاجتماعي عموما، ليست من الصواب في شيء. وأن المتتبع لتطور المعرفة الإنسانية سيكشف لا محالة أنها بدأت نظرية من خلال المساهمات الرائدة للمفكرين والفلاسفة ورجال الدين، قبل التأسيس لها أمبريقيا ومنهجيا؛ وقبل أن تصبح صياغتها وبنائها تتحكم فيها جملة من المفاهيم والمصطلحات. فالنظرية كما يقول بارسونز لا تقتصر على ما نعرفه وحسب، بل تمتد إلى ما نود معرفته من خلال تزويدنا بالفرضيات والتساؤلات التي توجه بحوثنا، وتساعدنا على بناء صياغات فكرية ومعرفية (ابستمولوجية ومنهجية) للظواهر والمشكلات التي نود دراستها؛ و الوصول من خلالها إلى تشكيل بنى معرفية مرجعية جديدة، تستند على حقائق معرفية تكفل لنا إمكانية تحليل الظواهر ودراستها وتفسيرها على أسس علمية سليمة. وبصفة عامة فإن النظرية هي وعاء فكري يحتوي على مساهمات المفكرين حول ظاهرة معينة أو موضوع معين. والظاهرة التنظيمية باعتبارها ظاهرة اجتماعية متعددة الأبعاد، يقتضي الإلمام بها عمليا الإحاطة والإلمام بها كما يذهب إلى ذلك عديد العلماء؛ خاصة أنصار علم الاجتماع الموسوعي. ونظريات التنظيم هي بنى