الخلاصة
إن عملية تشخيص الأداء الاقتصادي على المستوى الدولي، يتم على وجود مستويات متفاوتة من النشاط الإقتصادي، حيث يظهر جليا مجموعة من الدول الكبرى التي استطاعت أن تصل إلى مراحل متقدمة من النمو وهذا التقدم يعود لما تملكه من أنظمة فعالة في جميع القطاعات الإقتصادية والتي تستطيع بواسطتها تعظيم المنفعة. وتعد السياحة أحد هذه الأنظمة وأوسع الصناعات عالمياً، فقد كانت نظرة المواطن للسياحة في البداية نظرة قائمة على أنه نشاط يعكس الترف الثقافي والاجتماعي لدى الطبقات الثرية فقط دون الطبقات الأخرى، بينما السياحة اليوم أصبحت مطلباً لكل إنسان وحاجة أساسية للاستمتاع والترويح لا تقل أهمية عن الحاجات الإنسانية الأخرى ، فهذي الأخيرة تمثل أحد مكونات الصادرات الخدمية ذات التأثير الكبير في ميزان المدفوعات، كما أنها من الأنشطة التي تساهم بفعالية في ضخ و رفع إحتياطي الصرف وزيادة الناتج المحلي الإجمالي وتوفير فرص العمل وأداة رئيسية للتواصل الاجتماعي والثقافي بين مختلف الشعوب والأمم...الخ. وفي الوقت الراهن خاصة في ظل العولمة والإنفتاح والتحرر وإرتفاع المستوى المعيشي وزيادة مستويات الدخول احتلت السياحة مكانة مهمة في الإقتصاد العالمي وقد عرفت نموا سريعا ومستمرا، من حيث تزايد عدد السياح والإيرادات السياحية.